ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم
قوله عز وجل:
ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه أي: تقتلونهم قتلا شديدا كثيرا.
[ ص: 504 ] قال أبو عبيدة والزجاج: الحس: الاستئصال بالقتل، يقال: جراد محسوس، إذا قتله البرد.
قال المفسرون: كان المسلمون يوم
أحد يقتلون المشركين قتلا ذريعا حتى ولوا هاربين، وانكشفوا منهزمين.
فذلك قوله:
ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه أي: بعلمه وإرادته.
ثم أخل الرماة بالمكان الذي ألزمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه، فحمل حينئذ
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد من وراء المسلمين، وتراجع المشركون وقتل من المسلمين سبعون رجلا ثم هزموا.
وقوله:
حتى إذا فشلتم أي: جبنتم عن عدوكم، يقال: فشل الرجل عن الحرب يفشل إذا ضعف وذهبت قوته، وإنه لفشل وفشل.
وقوله:
وتنازعتم في الأمر أي: اختلفتم، وكان اختلافهم أن المشركين لما انهزموا في أول الأمر قال بعض الرماة الذين كانوا عند المركز: ما مقامنا هاهنا وقد انهزم القوم؟ ! وقال بعضهم: لا نجاوز أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: وعصيتم أي: بترك المركز،
من بعد ما أراكم ما تحبون من الظفر والنصر والفتح،
منكم من يريد الدنيا يعني الذين تركوا المركز وأقبلوا إلى النهب،
ومنكم من يريد الآخرة يعني الذين ثبتوا حتى قتلوا.
أخبرنا
الإمام أبو طاهر الزيادي، أخبرنا
أبو الحسن علي بن إبراهيم العدل، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13621محمد بن مسلم بن وارة، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17879أحمد بن المفضل، حدثنا
أسباط، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=20579عبد خير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، قال:
[ ص: 505 ] ما كنت أدري أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا، حتى نزل فينا ما نزل يوم أحد: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة قوله:
ثم صرفكم عنهم أي: ردكم عنهم بالهزيمة، على معنى: صرف وجوهكم عنهم، وهذا صريح في أن المعصية مخلوقة لله، حيث أضاف انهزامهم إلى نفسه فقال: صرفكم عنهم ولم يقل: انصرفتم.
قوله:
ليبتليكم أي: ليختبركم بما جعل عليكم من الدبرة والهزيمة، فتبين الصابر من الجازع، والمخلص من المنافق،
ولقد عفا عنكم ذنبكم بعصيان الرسول والانهزام،
والله ذو فضل على المؤمنين قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: يريد المغفرة.
أخبرنا
إسماعيل بن إبراهيم الصوفي، أخبرنا
إسماعيل بن نجيد، أخبرنا
محمد بن الحسن بن الخليل، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16372عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=679968جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وكانت nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنته تغسل الدم عنه، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب يسكب عليها الماء بالمجن فلما رأت nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته، حتى إذا صار رمادا ألزمته الجرح، فاستمسك الدم.