صفحة جزء
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين

قوله: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية.

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الخلالي، أخبرنا عبد الله بن زيدان البجلي، حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق؟ لئلا يزهدوا في الجهاد ولا يتكلوا عند الحرب، فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون [ ص: 520 ] .

أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء، أخبرنا علي ابن المديني، حدثنا موسى بن إبراهيم بن بشير بن الفاكه الأنصاري، أنه سمع طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي أراك مهتما؟ قلت: يا رسول الله قتل أبي وترك دينا وعيالا، فقال: ألا أخبرك؟ ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كفاحا، فقال: يا عبدي سلني أعطك، قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية، فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن حماد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق قال: سألت عبد الله عن هذه الآية: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، إن أرواحهم كطير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فبينا هم كذلك إذ اطلع ربك عليهم اطلاعة، فقال: سلوني ما شئتم، فقالوا: يا ربنا ماذا نسألك، ونحن في الجنة نسرح في أيها شئنا؟ قال: فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا: يا ربنا نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا حتى نقتل في سبيلك، فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا تركهم.

[ ص: 521 ] رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن أبي معاوية

التالي السابق


الخدمات العلمية