وقوله:
بل أحياء الأصح في
حياة الشهداء ما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=101294أن أرواحهم في أجواف طير، وأنهم يرزقون ويأكلون ويتنعمون.
وقيل: إن أرواحهم تركع وتسجد كل ليلة تحت العرش إلى يوم القيامة كأرواح الأحياء من المؤمنين الذين باتوا على الوضوء.
وقوله: عند ربهم أي: في دار كرامته، ومعنى عنده معنى القرب والإكرام بحضور دار السلام.
وقيل عند ربهم أي: في علمه.
وقوله:
يرزقون أي: من ثمار الجنة كما رويناه.
فرحين بما آتاهم الله من فضله أي: بما نالوا من الكرامة،
ويستبشرون "الاستبشار": السرور بالبشارة يبشر بها،
بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أي: أنهم يفرحون بإخوانهم الذين فارقوهم وهم أحياء يقولون: إخواننا يقتلون كما قتلنا، فيصيبون من كرامة الله ما أصابنا.
وهو قوله:
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
قوله:
يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله قرئ بالفتح والكسر، فمن فتحها فعلى معنى: وبأن الله، فهي معطوفة على "الباء" في بنعمة، ومن كسرها استأنف.
قوله:
الذين استجابوا لله والرسول الآية، قال المفسرون:
لما انصرف أبو سفيان وأصحابه من أحد ندموا وقالوا: قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا قليل تركتموهم، ارجعوا فاستأصلوهم.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يرهب العدو ويريهم من نفسه وأصحابه قوة، فندبهم للخروج في طلب أبي سفيان، فانتدب عصابة منهم مع ما بهم من الجروح، فذلك قوله:
الذين استجابوا لله والرسول أي: أجابوهما،
من بعد ما أصابهم القرح أي: الجراحات وألمها،
للذين أحسنوا منهم أي: بطاعة الرسول، واتقوا معصيته ومخالفته، أجر عظيم.
[ ص: 522 ] .
أخبرنا
عمرو بن أبي عمرو المزكي، أخبرنا
محمد بن مكي، أخبرنا
محمد بن يوسف، أخبرنا
محمد بن إسماعيل، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة، عن أبيه،
nindex.php?page=hadith&LINKID=653769عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: الذين استجابوا لله والرسول إلى آخرها، قالت لعروة: يابن أختي، كان أبواك منهم، الزبير وأبو بكر، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ما أصاب، وانصرف عنه خاف أن يرجعوا، فقال: من يذهب في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا، كان منهم أبو بكر والزبير