[ ص: 87 ] وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا
قوله جل جلاله :
وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف الآية ، نزلت في قوم كانوا يرجفون بسرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويخبرون بما وقع بها من هزيمة ، وبما أدركت من غنيمة قبل أن يخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فيضعفون قلوب المؤمنين ويؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بسبقهم إياه بالأخبار ، فأنزل الله تعالى وإذا جاءهم يعني المنافقين وأصحاب الأراجيف ،
أمر من الأمن حديث فيه أمن ، أو الخوف : يعني الهزيمة أذاعوا به : أفشوه وأظهروه ، ولو سكتوا عنه حتى يكون الرسول هو الذي يفشيه ، وأولوا الأمر مثل
أبي بكر وعمر وعثمان وعلي لعلمه الذين يستنبطونه يتبعونه ويطلبون علم ذلك منهم .
ومعنى الاستنباط في اللغة : الاستخراج .
وقوله :
ولولا فضل الله عليكم ورحمته قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فضل الله : الإسلام ، ورحمته : القرآن
لاتبعتم الشيطان إلا قليلا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في رواية الوالبي : تم الكلام عند قوله : لاتبعتم الشيطان ، ثم استثنى القليل من قوله : أذاعوا به أي : أذاعوا به إلا قليلا ، يعني بالقليل المؤمنين .
وهذا القول اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء .
قال في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء :
لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ممن عصم الله .
[ ص: 88 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وهم الذين اهتدوا بعقولهم لترك عبادة الأوثان ، والإشراك بالله بغير رسول الله ولا كتاب مثل :
زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، والبراء الشني ، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر الغفاري ، وطلاب الدين .