صفحة جزء
من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على [ ص: 89 ] كل شيء مقيتا وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا

قوله جل جلاله : من يشفع شفاعة حسنة قال الكلبي : يصلح بين اثنين .

يكن له نصيب أي : أجر منها ومن يشفع شفاعة سيئة يمشي بالنميمة ، يكن له كفل إثم منها .

وقال مجاهد : شفاعة حسنة وشفاعة سيئة : شفاعة الناس بعضهم لبعض .

قال الحسن : ما يجوز في الدين أن يشفع فيه فهو شفاعة حسنة ، وما لا يجوز أن يشفع فيه فهو شفاعة سيئة .

قال : ومن يشفع شفاعة حسنة كان له فيها أجر وإن لم يشفع ؛ لأن الله تعالى قال من يشفع ولم يقل : من يشفع .

ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : "اشفعوا تؤجروا " .

أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن شاذان الصيدلاني ، حدثنا محمد بن يعقوب المعقلي ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، أخبرنا حفص بن عمر ، حدثني ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه ، ومن أعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع " وأما الكفل ، فقال أبو عبيدة ، والفراء ، وجميع أهل اللغة : الكفل الحظ والنصيب ، وهو قول مجاهد ، والسدي ، والربيع ، وابن زيد .

وقوله : وكان الله على كل شيء مقيتا قال الفراء ، وابن قتيبة : المقيت : المقتدر ، يقال : أقات على الشيء إذا قدر عليه .

[ ص: 90 ] وهو قول السدي ، وابن زيد ، واختيار الكسائي ، وقال آخرون : المقيت الحافظ .

وهو قول ابن عباس ، وقتادة ، واختيار الزجاج ، قال : معنى المقيت الحافظ الذي يعطي الشيء قدر الحاجة ، من الحفظ ، وقال مجاهد : المقيت الشهيد .

قوله جل جلاله : وإذا حييتم بتحية التحية : السلام ، يقال : حيا يحيي تحية إذا سلم ، قال ابن عباس : وإذا حييتم بتحية يريد السلام ، فحيوا بأحسن منها وهو الزيادة على التحية إذا كان المسلم من أهل الإسلام ، يريد : ورحمة الله وبركاته .

وإذا كان من غير أهل دين الإسلام يقول : وعليكم .

لا يزيد على ذلك ، وهو قوله : أو ردوها ، قال الضحاك : إذا قال : السلام عليكم .

فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله .

وإذا قال : السلام عليكم ورحمة الله .

فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

فقد حييته بأحسن منها وهنا منتهى السلام .

أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصر أباذي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بن سفيان ، حدثنا عبد الله بن عمر الحفص ، حدثنا أبو أسامة ، حدثني موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن أبي أمامة ، عن مالك بن التيهان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات ، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنة ، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة " قوله : إن الله كان على كل شيء حسيبا قال ابن عباس : مجازيا .

وقال الزجاج : أي يعطي كل شيء من العلم والحفظ والجزاء مقدار ما يحسبه أي يكفيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية