واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين
قوله تعالى:
واتخذ قوم موسى من بعده أي: من بعد انطلاقه إلى الجبل للميقات، من حليهم: الحلي جمع حلي مثل ثدي وثدي، ومن كسر الحاء،
[ ص: 411 ] فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: أتبع الحاء كسرة اللام.
قال المفسرون: إن بني إسرائيل كان لهم عيد يتزينون فيه، ويستعيرون من القبط الحلي، فاستعاروا حلي القبط لذلك اليوم، فلما أخرجهم الله من
مصر وغرقهم الله بقيت تلك الحلي في أيديهم، فجمعها
السامري، فصاغها عجلا، وأعلمهم أن إلههم وإله موسى عنده فذلك قوله:
عجلا جسدا له خوار .
وأكثر أهل التفسير على أنه صار جسدا ذا لحم ودم، وقال وهب: جسدا لحما ودما.
وقال قتادة: جعله الله لحما ودما له خوار.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: قبض
السامري قبضة من أثر فرس
جبريل يوم قطع البحر، فقذف ذلك التراب في فم العجل، فتحول لحما ودما، وخار خورة واحدة.
قال الله تعالى منكرا عليهم:
ألم يروا أنه لا يكلمهم أي: لا يستطيع كلاما، فيدعو إلى رشد أو يصرف عن غي،
ولا يهديهم سبيلا أي: لا يرشدهم إلى دين، وقوله:
اتخذوه أي: إلها ومعبودا، كقوله:
ثم اتخذتم العجل من بعده ، وكانوا ظالمين قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: مشركين.
قوله تعالى:
ولما سقط في أيديهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، والمفسرون: ندموا على عبادة العجل.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج: يقال: للنادم على ما فعل، المتحسر على ما فرط فيه: قد سقط في
[ ص: 412 ] يده، وأسقط.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: والمراد: سقط الندم في يده.
ورأوا أنهم قد ضلوا وعلموا أنهم قد ابتلوا بمعصية الله،
قالوا لئن لم يرحمنا ربنا الآية: وهذا الندم والاستغفار إنما كان بعد رجوع
موسى إليهم.