وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم وقل اعملوا [ ص: 522 ] فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
قوله: وآخرون أي: ومن
أهل المدينة آخرون
اعترفوا بذنوبهم أقروا بها عن معرفة، نزلت في قوم من المؤمنين كانوا تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
تبوك، ثم ندموا على ذلك وتذمموا، وقوله:
خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا يعني: غزوهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وتقاعدهم عن غزوة
تبوك، عسى الله واجب من الله،
أن يتوب عليهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان النهدي: ما في القرآن آية أرجى لهذه الأمة من هذه الآية.
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو، أنا
أبو الهيثم المروزي، أنا
محمد بن يوسف، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل البخاري، نا
nindex.php?page=showalam&ids=21523مؤمل بن هشام، نا
إسماعيل بن إبراهيم، نا
عوف، نا
nindex.php?page=showalam&ids=20480أبو رجاء، نا
nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656525أتاني الليلة آتيان، فابتعثاني فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قال لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا، فذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: إن هذه جنة عدن وهذا منزلك، وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم".
قوله:
خذ من أموالهم صدقة قال المفسرون: لما عذر رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء، قالوا: يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها عنا، وطهرنا، واستغفر لنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا ".
فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلث أموالهم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: هذه
الصدقة هي كفارة الذنوب التي أصابوها، وليست بالزكاة المفروضة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: هي صدقة الفرض.
وقوله:
تطهرهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: تطهرهم من الذنوب.
وتزكيهم بها ترفعهم بهذه الصدقة، من منازل المنافقين إلى منازل المخلصين،
وصل عليهم أي: ادع لهم،
إن صلاتك سكن لهم إن دعواتك مما تسكن نفوسهم إليه، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: طمأنينة لهم أن الله قد قبل منهم، والله سميع لقولهم، عليم بندامتهم.
أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى، أنا
أبو عمرو محمد بن جعفر مطر، أنا
أبو خليفة الجمحي، نا
الحوضي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن
عمرو بن مرة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=51ابن أبي أوفى، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=673279كان أبي من أصحاب الشجرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: " اللهم صل على آل فلان " فأتاه أبي بصدقته، فقال: " اللهم صل على آل أبي أوفى " .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، عن
الحوضي، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع كلاهما، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة [ ص: 523 ] ولما نزلت توبة هؤلاء قال الذين لم يتوبوا من المتخلفين: هؤلاء كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم؟ فأنزل الله تعالى:
ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات يقبلها،
وأن الله هو التواب الرحيم يرجع إلى من رجع إليه بالرحمة والمغفرة.
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14184أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، نا
محمد بن يعقوب بن يوسف، أنا
الربيع، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11839سعيد بن يسار، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، قال: سمعت
أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=689900 " والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا طيبا، إلا كأنما يضعها في يد الرحمن، فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه، حتى إن اللقمة لتأتي يوم القيامة وإنها كمثل الجبل العظيم " ثم قرأ أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات قوله:
وقل اعملوا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: يريد: يا معشر عبادي المحسن والمسيء،
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون يريد: إن الله يطلع المؤمنين على ما في قلوب إخوانهم من الخير والشر، إن كان خيرا أوقع في قلوبهم لهم المحبة، وإن كان شرا أوقع في قلوبهم لهم البغضة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=691643 " لو أن رجلا عمل في صخرة لا باب لها ولا كوة لخرج عمله إلى الناس كائنا ما كان " .
وقوله:
فينبئكم بما كنتم تعملون قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، رضي الله عنه: يقفكم على أعمالكم فيثيب المحسن ويعاقب المسيء.