صفحة جزء
قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم

[ ص: 562 ] قوله: قل يا أيها الناس يريد: أهل مكة إن كنتم في شك من ديني أي: من توحيد الله الذي جئت به، والحنيفية التي بعثت بها فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله بشككم في ديني، ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم أي: يقدر على إماتتكم، وهذا يتضمن تهديدا لهم لأن وفاة المشركين ميعاد عذابهم، قوله: وأن أقم وجهك للدين حنيفا أي: استقم بإقبالك على ما أمرت به بوجهك، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك إن دعوته، ولا يضرك إن تركت عبادته، وإن يمسسك الله بضر قال ابن عباس: يريد بمرض وفقر.

فلا كاشف له إلا هو لا مزيل لما أصابك من ضر إلا هو وإن يردك بخير أي: وإن يرد بك خيرا فلا راد لفضله لا مانع لما تفضل به عليك من رخاء ونعمة يصيب به بكل واحد مما ذكر من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية