صفحة جزء
ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير

وقوله: ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة قال ابن عباس: نزلت في الوليد بن المغيرة.

وقال غيره: في عبد الله بن أبي أمية المخزومي.

والمراد بالرحمة هاهنا الرزق.

وقوله: ثم نزعناها منه إنه ليئوس شديد اليأس من رحمة الله وسعة رزقه كفور لنعمته، وهذا بيان عما يوجبه الخلق السوء من القنوط من الرحمة عند نزول الشدة، ولئن أذقناه نعماء قال ابن عباس: صحة وسعة في الرزق.

بعد ضراء مسته بعد مرض وفقر ليقولن ذهب السيئات عني يريد الضر والفقر إنه لفرح بطر فخور قال ابن عباس: يفاخر أوليائي بما وسعت عليه.

إلا الذين صبروا هذا استثناء منقطع ليس من الأول، معناه: لكن الذين صبروا، يعني: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، مدحهم الله بالصبر على الشدة والمكاره، وعملوا الصالحات أي: في الشدة والرخاء أولئك لهم مغفرة وأجر كبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية