صفحة جزء
قوله: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم

ضرب الله مثلا بين الله شبها فيه بيان المقصود، ثم ذكر ذلك المثل، فقال: عبدا مملوكا إلى قوله: سرا وجهرا قال [ ص: 75 ] السدي : هذا مثل ضربه الله للآلهة، يقول: كما لا يستوي عندكم عبد مملوك لا يقدر من أمره على شيء، ورجل حر فقد رزق رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا لا يخاف من أحد، فكذلك أنا، وهذه الآلهة التي تدعون ليست تملك شيئا، وأنا الذي أملك وأرزق من شئت.

وقوله: هل يستوون جمع الفعل لأن المراد بقوله: عبدا مملوكا وبقوله: ومن رزقناه الشيوع في الجنس لا التخصيص، وقوله: الحمد لله أنه المستحق للحمد ; لأنه المنعم ولا نعمة للأصنام عندهم، بل أكثرهم لا يعلمون يعني أن المشركين لا يعلمون أن الحمد لي لأن جميع النعمة مني، وذكر الأكثر وهو يريد الجميع.

ثم ذكر مثلا آخر، فقال: وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء، وهو العيي الأقطع اللسان، لا يقدر على شيء من الكلام لأنه لا يفهم ولا يفهم عنه، وهو كل على مولاه ثقل ووبال على صاحبه وقريبه وابن عمه، والكل الذي هو عيال وثقل على صاحبه، أينما يوجهه أينما يرسله، والتوجيه: الإرسال في وجه الطريق، يقال: وجهته إلى موضع كذا فتوجه إليه.

وقوله: لا يأت بخير لأنه عاجز لا يفهم ما يقال له ولا يفهم عنه، هل يستوي هو أي: هذا الأبكم الذي هو بهذا الوصف، ومن يأمر بالعدل وهو قادر تام التمييز متكلم، ناطق بالحق، آمر بالعدل، وهو على صراط مستقيم دين مستقيم، وهذا مثل للمؤمن والكافر.

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري ، نا جعفر بن محمد بن شاكر ، نا عفان ، نا وهيب ، نا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن إبراهيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: نزلت في رجلين; فالأبكم منهما الكل على مولاه: هو السيد ابن أبي العيص ، والذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم: هو عثمان بن عفان ، رضي الله عنه

التالي السابق


الخدمات العلمية