قوله:
فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وجميع أصحاب المعاني: معناه إذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ، ليس معناه استعذ بعد أن تقرأ القرآن، ومثله إذا أكلت فقل بسم الله.
وهذا إجماع من الفقهاء
[ ص: 83 ] أن
الاستعاذة قبل القراءة ، إلا ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
وداود ،
ومالك ، أنهم قالوا: الاستعاذة بعد القراءة.
ذهبوا إلى ظاهر الآية، والأولى والمستحب أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
لنص القرآن، وللخبر المتصل المسلسل، وهو أني
قرأت على الأستاذ أبي إسحاق الثعالبي رحمه الله، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم، هكذا.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد ، بالبصرة ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي محمد عبد الله بن عجلان الزنجاني ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي عثمان إسماعيل بن إبراهيم الأهوازي ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على محمد بن عبد الله بن بسطام ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=19045روح بن عبد المؤمن ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب الحضرمي ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على سلام بن أبي المنذر ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على عاصم ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، فقلت: أعوذ [ ص: 84 ] بالسميع العليم.
فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
فقال لي: " يا nindex.php?page=showalam&ids=10ابن أم عبد ، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل ، عن القلم، عن اللوح المحفوظ" .
قوله:
إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا يعني به سلطان الإغواء، وهو معنى قول المفسرين: ليس له حجة.
أي: لا حجة له على المؤمنين في إغوائهم ودعائهم إلى الضلالة،
إنما سلطانه على الذين يتولونه قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يطيعونه.
يقال: توليته، أي أطعته وواليته.
ومنه قوله:
ومن يتول الله ورسوله .
قوله:
والذين هم به مشركون قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : يعدلونه برب العالمين.
قوله:
وإذا بدلنا آية مكان آية قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ، وغيره: كان إذا نزلت آية فيها شدة، ثم نزلت آية ألين منها، قال كفار قريش: إن
محمدا يسخر بأصحابه، يأمرهم اليوم بأمر، وغدا بأمور، وإنه ليتكذبه ويأتيهم به من عند نفسه، فأنزل الله
وإذا بدلنا آية مكان آية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : نسخناها وأنزلنا غيرها.
والله أعلم بما ينزل من ناسخ ومنسوخ، وتغليظ وتخفيف، هو أعلم بجميع ذلك في مصالح العباد، فما بالهم ينسبون
محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الافتراء لأجل التبديل والنسخ،
بل أكثرهم لا يعلمون حقيقة القرآن وفائدة النسخ.
قل نزله يعني نزل بالقرآن،
روح القدس جبريل ، من ربك من كلام ربك، بالحق بالأمر الحق الصحيح الثابت،
ليثبت الذين آمنوا بما فيه من الحجج والآيات، فيزدادوا تصديقا ويقينا، وقوله: وهدى أي: وهو هدى، فهو خبر ابتداء محذوف.