قوله:
من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون nindex.php?page=hadith&LINKID=67484من كفر بالله من بعد إيمانه نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر ، أخذه المشركون، فلم يتركوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ما وراءك" .
قال: شر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير.
قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان.
قال: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت".
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=20894الوالبي : أخبر الله سبحانه أنه
من كفر بعد إيمانه فعليه غضب من الله، ولهم عذاب عظيم، فأما
من أكره، فتكلم بلسانه، وخالف قلبه بالإيمان لينجو بذلك من عدوه ، فلا حرج عليه لأن الله سبحانه إنما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم.
قوله:
ولكن من شرح بالكفر صدرا أي: فتحه ووسعه لقبول الكفر، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : والمراد بقوله:
ولكن من شرح بالكفر صدرا من ارتد عن الدين وطابت نفسه
[ ص: 87 ] بالكفر.
يدل على هذا قوله:
ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة أي: ذلك الشرح، وذلك الكفر بأنهم أحبوا الدنيا، واختاروها على الآخرة، وبأن الله لا يريد هدايتهم.
ثم وصفهم بأنهم مطبوع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم، فقال:
أولئك الذين طبع الله الآية، وقوله:
وأولئك هم الغافلون قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : غافلون عما يراد بهم.
ثم حكم لهم بالخسارة وأكد ذلك، فقال:
لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون