صفحة جزء
وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين

قوله: وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم لقولهم: هل هذا إلا بشر مثلك؟ يقول الله: لم نرسل قبل محمد إلا رجالا من بني آدم، لا ملائكة.

فاسألوا أهل الذكر يعني: أهل الكتابين في قول أكثر المفسرين.

[ ص: 231 ] إن كنتم لا تعلمون أن الرسل بشر، وذلك أن اليهود والنصارى لا ينكرون أن الرسل كانوا بشرا، وإن أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر بالسؤال للمشركين لأنهم إلى تصديق من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم أقرب منهم إلى تصديق من آمن.

وما جعلناهم يعني الرسل، جسدا قال الزجاج: هو واحد ينبئ عن جماعة.

أي: وما جعلناهم ذوي أجساد، لا يأكلون الطعام وذلك أنهم قالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام؟ فأعلموا أن الرسل جميعا كانوا يأكلون الطعام، وما كانوا خالدين يعني: يموتون كسائر البشر.

ثم صدقناهم الوعد أي: أنجزنا وعدهم الذي وعدناهم بإنجائهم وإهلاك من كذبهم، وهو قوله: فأنجيناهم أي: من العذاب، ومن نشاء قال ابن عباس: يعني الذين صدقوهم، وأهلكنا المسرفين قال: يريد المشركين، وهذا تخويف لكفار مكة.

التالي السابق


الخدمات العلمية