ثم عزى نبيه فقال:
ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون ولقد استهزئ برسل من قبلك أي: كما استهزأ قومك بك، فحاق نزل وأحاط،
بالذين سخروا منهم من الرسل،
ما كانوا به يستهزئون يعني: العذاب الذي استهزأوا به.
قوله:
قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: من يمنعكم من عذاب الرحمن.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: معناه من يحفظكم من بأس الرحمن.
كما قال:
فمن ينصرني من الله أي من عذاب الله، ونحو هذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، والمعنى: من يحفظكم مما يريد الرحمن إنزاله بكم من عقوبات الدنيا والآخرة؟ وهو استفهام إنكاري، أي: لا أحد يفعل ذلك، يقال: كلأه الله، كلأه أي حفظه وحرسه، وقوله:
بل هم عن ذكر ربهم معرضون أي: عن القرآن وعن مواعظ الله، لا يتفكرون ولا يعتبرون.
أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا تقديم وتأخير تقديره أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم، وتم الكلام، ثم وصف آلهتهم بالضعف، فقال:
لا يستطيعون نصر أنفسهم أي: فكيف تنصرهم وتمنعهم إذا لم تقدر على منع أنفسها عما يراد بها؟ وقوله: ولا هم يعني الكفار، منا يصحبون قال الكلبي: يقول لا يجارون من عذابنا.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أي لا يجيرهم منا أحد؛ لأن المجير صاحب الجار.
والعرب تقول: صحبك الله، أي حفظك الله وأجارك.