صفحة جزء
قوله: أولئك عليهم صلوات من ربهم ذكرنا معنى الصلاة فيما تقدم، والصلاة من الله رحمة ومغفرة، وأنشد الأزهري:


صلى على يحيى وأشياعه رب كريم وشفيع مطاع

قال: معناه: ترحم عليه.

وفسر ابن عباس "الصلوات" ها هنا فقال: مغفرة من ربهم، وهذا كما يروى، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "اللهم صل على آل أبي أوفى" .

أي: ارحمهم.

[ ص: 241 ] قال ابن كيسان: وجمع الصلوات لأنه عنى بها رحمة بعد رحمة، وذكر الرحمة بعد الصلوات لإشباع المعنى والاتساع في اللفظ، ومثله قوله تعالى: سرهم ونجواهم ، وقال ذو الرمة:


لمياء في شفتيها حوة لعس     وفي اللثاث وفي أنيابها شنب

فكرر لما اختلف اللفظ.

وقوله: وأولئك هم المهتدون قال ابن عباس: يريد: الذين اهتدوا للترجيع.

وقيل: إلى الجنة والثواب.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: نعم العدلان ونعم العلاوة أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة : نعم العدلان، وأولئك هم المهتدون نعم العلاوة

التالي السابق


الخدمات العلمية