صفحة جزء
ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولقد [ ص: 291 ] آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون

وقوله: ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا يعني: الدلائل التي كانت لهما، وسلطان مبين وحجة بينة، يعني اليد والعصا.

إلى فرعون وملئه فاستكبروا قال ابن عباس: عن عبادة الله تعالى.

وقال مقاتل: تكبروا عن الإيمان بالله.

وكانوا قوما عالين قاهرين للناس بالبغي والتطاول عليهم، وهو معنى قول ابن عباس: علوا على بني إسرائيل علوا كبيرا.

وقال مقاتل: يعني متكبرين عن توحيد الله.

يدل عليه قوله تعالى: فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا أنصدق إنسانين من لحم ودم ليس لهما علينا فضل؟ وقومهما يعني: بني إسرائيل، لنا عابدون قال ابن عباس: مطيعون.

قال أبو عبيدة: العرب تسمي كل من دان لملك عابد له.

وقال المبرد: العابد المطيع الخاضع.

فكذبوهما يعني: موسى وهارون، فكانوا من المهلكين بتكذيبهما.

ولقد آتينا موسى الكتاب التوراة جملة واحدة، لعلهم يهتدون لكي يهتدوا به من الضلالة، قال مقاتل: يعني بني إسرائيل؛ لأن التوراة أنزلت بعد هلاك فرعون وقومه.

التالي السابق


الخدمات العلمية