وقوله:
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ينذرهم، ولكن بعثناك إلى القرى كلها رسولا لعظم كرامتك لدينا.
فلا تطع الكافرين وذلك حين دعي إلى دين آبائه،
وجاهدهم به بالقرآن،
جهادا كبيرا تاما شديدا.
وهو الذي مرج البحرين أرسلهما في مجاريهما، أو خلاهما كما ترسل الخيل في المرج، وهما يلتقيان فلا يختلط الملح بالعذب ولا العذب بالملح، وهو قوله:
هذا يعني: أحد البحرين،
عذب طيب، يقال: عذب عذوبة فهو عذب.
فرات الفرات أعذب المياه، يقال: فرت الماء يفرت فروتة إذا عذب، فهو فرات.
وهذا ملح أجاج شديد الملوحة،
وجعل بينهما برزخا حاجزا من قدرة الله،
وحجرا محجورا حراما أن يفسد الملح العذب.
وهو الذي خلق من الماء بشرا خلق من النطفة إنسانا،
فجعله نسبا وصهرا الصهر حرمة الختونة، والمعنى: فجعله ذا نسب وصهر، قال المفسرون: النسب سبعة أصناف من القرابة، يجمعها قوله:
حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله:
وأمهات نسائكم ومن هنا إلى قوله:
وأن تجمعوا بين الأختين تحريم الصهر، وهو الخلطة التي تشبه القرابة، وهو السبب المحرم للنكاح كالنسب المحرم، حرم الله سبعة أصناف من النسب، وسبعة من جهة الصهر، ستة في الآية التي ذكر فيها المحرمات، والسابعة في قوله:
ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء .
وكان ربك قديرا على ما أراد.