قوله:
[ ص: 406 ] وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون وربك يخلق ما يشاء ويختار قال المفسرون: نزلت هذه الآية جوابا للمشركين حين قالوا:
لولا نزل هذا القرآن على رجل الآية، ومعناه: ويختار من يشاء لنبوته ورسالته، أي: فكما أن الخلق إليه ما يشاء، فكذلك الاختيار إليه في جميع الأشياء، فيختار مما خلق ما يشاء ومن يشاء، ثم نفى الاختيار عن المشركين، وذلك أنهم اختاروا
nindex.php?page=showalam&ids=20611الوليد بن المغيرة من
مكة ، أو
عروة بن مسعود من
الطائف ، فقال:
ما كان لهم الخيرة أي: الاختيار، أي: ليس لهم أن يختاروا على الله، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : أي لا يرسل على اختيارهم.
والخيرة اسم من الاختيار تقام مقام المصدر، والخيرة اسم للمختار أيضا، يقال: محمد خيرة الله من خلقه، أي: مختاره، ويجوز التخفيف فيها، ثم نزه نفسه عن شركهم، فقال:
سبحان الله وتعالى عما يشركون ، ثم أخبر بنفوذ علمه فيما خفي وظهر، فقال:
وربك يعلم ما تكن صدورهم مما تستر قلوبهم من الكفر والعداوة لله ورسوله، وما يعلنون بألسنتهم من الكفر والمعاصي، ثم وحد نفسه، فقال:
وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة يحمده أولياؤه في الدنيا ويحمدونه في الآخرة في الجنة، وله الحكم الفصل بين الخلائق، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : حكم لأهل طاعته بالمغفرة، ولأهل معصيته بالشقاء والويل.