ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم وجعلنا ذريته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين [ ص: 101 ] ولقد ضل قبلهم قبل أهل
مكة أكثر الأولين من الأمم
ولقد أرسلنا فيهم منذرين ينذرونهم العذاب فكذبوا الرسل؛ فعذبهم الله عز وجل في الدنيا ، فذلك قوله عز وجل :
فانظر كيف كان عاقبة المنذرين يحذر كفار
مكة لئلا يكذبوا
محمدا صلى الله عليه وسلم فينزل بهم العذاب في الدنيا.
ثم استثنى ، فقال جل وعز :
إلا عباد الله المخلصين الموحدين ، فإنهم نجوا من العذاب بالتوحيد
ولقد نادانا نوح في اقتربت :
أني مغلوب فانتصر وفي الأنبياء ، فأنجاه ربه فغرقهم بالماء ، فذلك قوله عز وجل :
فلنعم المجيبون يعني الرب نفسه تعالى.
ونجيناه وأهله من الكرب العظيم الهول الشديد وهو الغرق
وجعلنا ذريته ولد
نوح هم الباقين وذلك أن أهل السفينة ماتوا ، ولم يكن لهم نسل غير ولد
نوح ، وكان الناس من ولد
نوح ، فلذلك قال :
هم الباقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665525 " سام أبو العرب ، ويافث أبو الروم ، وحام أبو الحبش ". وتركنا عليه في الآخرين يقول : ألقينا على
نوح بعد موته ثناء حسنا ، يقال له : من بعده في الآخرين خير ، فذلك قوله عز وجل :
سلام على نوح في العالمين يعني بالسلام الثناء الحسن الذي ترك عليه من بعده في الناس.
إنا كذلك نجزي المحسنين هكذا نجزي كل محسن؛ فجزاه الله عز وجل بإحسانه الثناء الحسن في العالمين.