صفحة جزء
فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون

فأذاقهم الله الخزي يعني العذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر مما أصابهم في الدنيا لو كانوا يعلمون . ولكنهم لا يعلمون قوله : ولقد ضربنا يعني وضعنا للناس في هذا القرآن من كل مثل من كل شبه لعلهم يتذكرون يعني كي يؤمنوا به.

ثم قال : وصفنا قرآنا عربيا ليفقهوه غير ذي عوج يعني ليس مختلفا ، ولكنه مستقيم لعلهم يتقون ضرب الله مثلا وذلك أن كفار قريش دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه وإلى عبادة اللات والعزى ومناة ، فضرب لهم مثلا ولآلهتهم مثلا الذين يعبدون من دون الله عز وجل ، فقال : ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون يعني مختلفين يملكونه جميعا ، ثم قال : ورجلا سلما لرجل يعني خالصا لرجل لا يشركه فيه أحد ، يقول : فهل يستويان ؟ يقول : هل يستوي من عبد آلهة شتى مختلفة يعني الكفار والذي يعبد ربا واحدا يعني المؤمنين ؟ فذلك قوله : هل يستويان مثلا فقالوا : لا يعني هل يستويان في الشبه ، فخصمهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قل : الحمد لله حين خصمهم بل أكثرهم لا يعلمون توحيد ربهم.

فذلك قوله : إنك ميت يعني النبي صلى الله عليه وسلم وإنهم ميتون يعني أهل مكة ثم إنكم يوم القيامة أنت يا محمد وكفار مكة يوم القيامة عند ربكم تختصمون .

التالي السابق


الخدمات العلمية