صفحة جزء
قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون

قل اللهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون ولو أن للذين ظلموا [ ص: 136 ] يعني لمشركي مكة يوم القيامة ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء يعني من شدة العذاب يوم القيامة وبدا لهم يعني وظهر لهم حين بعثوا من الله ما لم يكونوا يحتسبون في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة.

وبدا لهم سيئات ما كسبوا يعني وظهر لهم حين بعثوا في الآخرة الشرك الذي كانوا عليه حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك لقولهم ذلك في سورة الأنعام : والله ربنا ما كنا مشركين وحاق بهم يعني وجب لهم العذاب بتكذيبهم واستهزائهم بالعذاب أنه غير كائن ، فذلك قوله : ما كانوا به بالعذاب يستهزئون . فإذا مس يعني أصاب الإنسان يعني أبا حذيفة بن المغيرة ضر يعني بلاء أو شدة دعانا يعني دعا ربه منيبا يعني مخلصا بالتوحيد أن يكشف ما به من الضر ثم إذا خولناه نعمة منا يقول : ثم إذا آتيناه ، يعني أعطيناه الخير قال إنما أوتيته يعني إنما أعطيت الخير على علم عندي يقول : على علم عندي ، يقول : على علم علمه الله مني ، يقول الله عز وجل : بل هي فتنة يعني بل تلك النعمة بلاء ابتلي به ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.

قد قالها الذين من قبلهم يقول : قد قالها قارون في القصص قبل أبي حذيفة : إنما أوتيته على علم عندي يقول : على خير علمه الله عندي يقول الله تبارك وتعالى : فما أغنى عنهم من العذاب يعني الخسف ما كانوا يكسبون .

التالي السابق


الخدمات العلمية