سورة فصلت
مكية ، عددها أربع وخمسون آية كوفية
بسم الله الرحمن الرحيم
حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون حم .
تنزيل حم ، يعني ما حم في اللوح المحفوظ ، يعني ما قضي من الأمر ،
من الرحمن الرحيم ، اسمان رقيقان ، أحدهما أرق من الآخر ،
الرحمن ، يعني المسترحم على خلقه ، و
الرحيم ، أرق من الرحمن ،
الرحيم اللطيف بهم.
قوله :
كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ليفقهوه ، ولو كان غير عربي ما علموه ، فذلك قوله :
لقوم يعلمون ما فيه.
ثم قال : القرآن
بشيرا بالجنة ،
ونذيرا من النار ،
فأعرض أكثرهم ، يعني أكثر أهل
مكة عن القرآن ،
فهم لا يسمعون الإيمان به.
وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ، وذلك
أن أبا جهل بن هشام ، وأبا سفيان بن حرب ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة ، دخلوا على nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عنده ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قولوا : لا إله إلا الله" ، فشق ذلك عليهم ، وقالوا قلوبنا في أكنة ، يقولون : عليها الغطاء ، فلا تفقه ما تقول ، وفي آذاننا وقر ، يعني ثقل ، فلا تسمع ما تقول ، ثم إن أبا جهل بن هشام جعل ثوبه بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا محمد ، أنت من ذلك الجانب ، ونحن من هذا الجانب ، ومن بيننا وبينك حجاب ، يعني ستر ، وهو الثوب الذي رفعه أبو جهل ، فاعمل يا محمد لإلهك الذي أرسلك ، إننا عاملون لآلهتنا التي نعبدها. [ ص: 161 ] ثم قال تعالى :
قل يا
محمد لكفار
مكة : إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد لقولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اعمل أنت لإلهك ، ونحن لآلهتنا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فاستقيموا إليه بالتوحيد ،
واستغفروه من الشرك ، ثم أوعدهم إن لم يتوبوا من الشرك ، فقال :
وويل للمشركين ، يعني كفار
قريش. الذين لا يؤتون الزكاة ، يعني لا يعطون الصدقة ، ولا يطعمون الطعام ،
وهم بالآخرة ، يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ،
هم كافرون بها بأنها غير كائنة.
ثم قال :
إن الذين آمنوا ، يعني صدقوا بالتوحيد ،
وعملوا الصالحات من الأعمال ،
لهم أجر غير ممنون ، يعني غير منقوص في الآخرة.