صفحة جزء
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون

قوله : ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ، اليد والعصا ، إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين .

[ ص: 192 ] فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ، استهزاء وتكذيبا.

يقول الله تعالى : وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ، يعني اليد بيضاء ، لها شعاع مثل شعاع الشمس ، يغشي البصر ، فكانت اليد أكبر من العصا ، وكان موسى ، عليه السلام ، بدأ بالعصا ، فألقاها وأخرج يده ، فلم يؤمنوا ، يقول الله تعالى : وأخذناهم بالعذاب ، يعني الطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، والطمس ، والسنين ، لعلهم يرجعون ، يعني لكي يرجعوا من الكفر إلى الإيمان.

وقالوا لموسى : يا أيه الساحر ادع لنا ربك ، يقول : سل لنا ربك ، فلم يفعل ، وقال : تسموني ساحرا ، وقال في سورة الأعراف : ادع لنا ربك ، بما عهد عندك أن يكشف عنا العذاب ، إننا لمهتدون ، يعني مؤمنين لك ، وكان الله تعالى عهد إلى موسى ، عليه السلام ، لئن آمنوا كشف عنهم ، فذلك قوله : بما عهد عندك ، إن آمنا كشف عنا العذاب.

فلما دعا موسى ربه كشف عنهم ، فلم يؤمنوا ، فذلك قوله : فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون الذي عاهدوا عليه موسى ، عليه السلام : لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن ، فلم يؤمنوا.

التالي السابق


الخدمات العلمية