ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين
ثم قال:
ولولا أن كتب الله يعني قضى الله، نظيرها في المجادلة قوله:
كتب الله لأغلبن يعني قضى الله
عليهم الجلاء من
المدينة لعذبهم في الدنيا بالقتل بأيديكم
ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك الذي نزل بهم من الجلاء
بأنهم شاقوا الله ورسوله يعني عادوا الله ورسوله
ومن يشاق الله ورسوله يعني ومن يعادي الله ورسوله
فإن الله شديد العقاب إذا عاقب، نظيرها في
هود: لا يجرمنكم شقاقي يعني عداوتي
وليخزي الفاسقين يعني وليهن اليهود وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع ضرب من النخيل من أجود التمر يقال له اللين شديد الصفرة ترى النواة من اللحى من أجود التمر يغيب فيه الضرس، والنخلة أحب إلى أحدهم من وضيف، فجزع أعداء الله لما رأوا ذلك الضرب من النخيل يقطع، فقالوا: يا
محمد، أوجدت فيما أنزل الله عليك الفساد في الأرض أو الإصلاح في الأرض، فأكثروا القول ووجد المسلمون ذمامة من قطعهم النخيل خشية أن يكون فسادا.
فأنزل الله تعالى:
ما قطعتم من لينة وكانوا قطعوا أربع نخلات كرام عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم غير العجوة
أو تركتموها قائمة على أصولها هو كله
فبإذن الله يعني بأمر الله
وليخزي الفاسقين لكي يخزي الفاسقين وهم اليهود بقطع النخل، فكان قطع النخل ذلا لهم وهوانا.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568أبو محمد: قال
الفراء: كل شيء من النخيل سوى العجوة فهو اللين.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568أبو محمد: قال
الفراء: حدثني
حسان ، عن
الكلبي ، عن
أبي صالح ،
عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن [ ص: 339 ] عباس ، قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع النخل كله إلا العجوة ذلك اليوم فكل شيء سوى العجوة فهو اللين.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16568أبو محمد: وقال
أبو عبيدة: اللين ألوان النخل سوى العجوة والبرني، واحدتها لينة.
فلما يئس اليهود أعداء الله من عون المنافقين رعبوا رعبا شديدا بعد قتال إحدى وعشرين ليلة، فسألوا الصلح فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يؤمنهم على دمائهم وذراريهم وعلى أن لكل ثلاثة منهم بعيرا يجعلون عليه ما شاءوا من عيال أو متاع وتعيد أموالهم فيئا للمسلمين، فساروا قبل
الشام إلى
أذرعات وأريحا، وكان ما تركوا من الأموال فيئا للمسلمين، فسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم الخمس كما خمس يوم
بدر، ووقع في أنفسهم حين لم يخمس.