صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور

قوله: يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم يعني اليهود نزلت في عبد الله بن أبي ، ومالك بن دخشم كانت اليهود زينوا لهم ترك الإسلام، فكان أناس من فقراء المسلمين يخبرون اليهود عن أخبار المسلمين ليتواصلوا بذلك فيصيبون من ثمارهم وطعامهم، فنهى الله عز وجل عن ذلك.

ثم قال: قد يئسوا من الآخرة يعني اليهود كما يئس الكفار من أصحاب القبور وذلك أن الكافر إذا دخل قبره أتاه ملك شديد الانتهار، فأجلسه، ثم يسأله: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن رسولك ؟ فيقول: لا أدري، فيقول الملك: أبعدك الله، انظر يا عدو الله إلى منزلك من النار، فينظر إليها، ويدعو بالويل، ويقول له الملك: هذا لك، يا عدو الله، فلو كنت آمنت بريك لدخلت الجنة، ثم فينظر إليها، فيقول: لمن هذا ؟ فيقول له الملك: هذا لمن آمن بالله، فيكون حسرة عليه، وينقطع رجاؤه منها ويعلم عند ذلك أنه لا حظ له فيها، وييأس من خير الجنة، فذلك قوله لكفار أهل الدنيا الأحياء منهم قد يئسوا من نعيم الآخرة كما أيس هذا الكفار من أصحاب القبور عاينوا منازلهم في النار في الآخرة.

[ ص: 355 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية