صفحة جزء
كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم

كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات ، يعني البيان، والله لا يهدي إلى دينه القوم الظالمين .

أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله (و) لعنة والملائكة والناس أجمعين ، يعني والعالمين كلهم، خالدين فيها في اللعنة، مقيمين فيها، يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ، يعني لا يناظر بهم العذاب، نزلت في اثني عشر رجلا ارتدوا عن الإسلام، وخرجوا من المدينة كهيئة البداة، ثم انصرفوا إلى طريق مكة، فلحقوا بكفار مكة، منهم: طعمة بن أبيرق الأنصاري ، ومقيس بن ضبابة الليثي ، وعبد الله بن أنس بن خطل من بني تيم بن مرة القرشي، ووجوج بن الأسلت الأنصاري ، وأبو عامر بن النعمان الراهب ، والحارث بن سويد بن الصامت الأنصاري من بني عمرو بن عوف أخو الجلاس بن سويد بن الصامت.

[ ص: 181 ] ثم إن الحارث ندم فرجع تائبا من ضرار، ثم أرسل إلى أخيه الجلاس: إني قد رجعت تائبا، فسل النبي صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة وإلا لحقت بالشام ؟ فانطلق الجلاس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره فلم يرد عليه شيئا، فأنزل الله عز وجل في الحارث ، فاستثنى: إلا الذين تابوا ، فلا يعذبون من بعد ذلك ، يعني من بعد الكفر، وأصلحوا في العمل فيما بقي، فإن الله غفور لكفره، رحيم به فيما بقي.

التالي السابق


الخدمات العلمية