صفحة جزء
إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلابشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا

ثم ذكر أهل الكتاب، فقال: إن الذين آمنوا بالتوراة وبموسى، ثم كفروا من بعد موسى، ثم آمنوا بعيسى صلى الله عليه وسلم وبالإنجيل، ثم كفروا من بعده، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، لم يكن الله ليغفر لهم على ذلك، [ ص: 264 ] ولا ليهديهم سبيلا إلى الهدى، منهم: عمرو بن زيد ، وأوس بن قيس ، وقيس بن زيد.

ولما نزلت المغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين في سورة الفتح، قال عبد الله بن أبي ونفر معه: فما لنا؟ فأنزل الله عز وجل: بشر المنافقين ، يعني عبد الله بن أبي ، ومالك بن دخشم ، وجد بن قيس ، بأن لهم في الآخرة عذابا أليما ، يعني وجيعا، ثم نعتهم، فقال: الذين يتخذون الكافرين من اليهود أولياء من دون المؤمنين ، وذلك أن المنافقين قالوا: لا يتم أمر محمد، فتابعوا اليهود وتولوهم، فذلك قوله سبحانه: أيبتغون عندهم العزة ، يعني المنعة، وذلك أن اليهود أعانوا مشركي العرب على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ليتعززوا بذلك، فقال سبحانه: أيبتغون عندهم العزة ، يقول: أيبتغي المنافقون عند اليهود المنعة، فإن العزة لله جميعا ، يقول: جميع من يتعزز، فإنما هو بإذن الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية