صفحة جزء
ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون

ثم أخبر عن عيسى صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ، يعني مؤمنة كقوله سبحانه: إنه كان صديقا نبيا ، يعني مؤمنا نبيا، وذلك حين قال لها جبريل عليه السلام: إنما أنا رسول ربك ، وفي بطنك المسيح، فآمنت بجبريل، عليه السلام، وصدقت بالمسيح ابن مريم، عليه السلام، ثم سميت الصديقة، وهي يومئذ في محراب بيت المقدس، كانا يأكلان الطعام ، فلو كانا إلهين ما أكلا الطعام، [ ص: 315 ] انظر يا محمد كيف نبين لهم الآيات ، يعني العلامات في أمر عيسى ومريم أنهم كانا يأكلان الطعام والآلهة لا تأكل الطعام، ثم انظر أنى يؤفكون ، يعني من أين يكذبون، فأعلمهم أني واحد.

قل لنصارى نجران، أتعبدون من دون الله ، يعني عيسى، ما لا يملك لكم ضرا في الدنيا، ولا نفعا في الآخرة، والله هو السميع لقولهم: إن الله هو المسيح ابن مريم، وثالث ثلاثة، العليم بمقالتهم.

قل يا أهل الكتاب ، يعني نصارى نجران، لا تغلوا في دينكم عن دين الإسلام فتقولوا غير الحق في عيسى ابن مريم، ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا عن الهدى من قبل وأضلوا ، عن الهدى كثيرا من الناس، وضلوا عن سواء السبيل ، يعني وأخطأوا عن قصد سبل الهدى نزلت في برصيصا.

لعن الذين كفروا اليهود من بني إسرائيل ، يعني من سبط بني إسرائيل، على لسان داوود ابن أنبشا ، وذلك أنهم صادوا الحيتان يوم السبت، وكانوا قد نهوا عن صيد الحيتان يوم السبت، قال دواد: اللهم إن عبادك قد خالفوا أمرك وتركوا أمرك، فاجعلهم آية ومثلا لخلقك، فمسخهم الله عز وجل قردة، فهذه لعنة داود، عليه السلام، وعيسى ابن مريم ، وأما لعنة عيسى صلى الله عليه وسلم، فإنهم أكلوا المائدة، ثم كفروا ورفعوا من المائدة، فقال عيسى: اللهم إنك وعدتني أن من كفر منهم بعدما يأكل من المائدة أن تعذبه عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين، اللهم العنهم كما لعنت أصحاب السبت، فكانوا خمسة آلاف، فمسخهم الله عز وجل خنازير، ليس فيهم امرأة ولا صبي، ذلك بما عصوا في ترك أمره، وكانوا يعتدون في دينهم.

كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون حين لم ينهوهم عن المنكر.

ثم قال عز وجل: ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا ، يعني من قريش، لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ; لأنهم ليسوا بأصحاب كتاب، أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا ، يعني اليهود، يؤمنون بالله ، يعني يصدقون بالله عز وجل بأنه واحد لا شريك له، "و" [ ص: 316 ] بـ والنبي صلى الله عليه وسلم وما أنزل إليه من القرآن، ما اتخذوهم أولياء ، يقول: ما اتخذوا مشركي العرب أولياء، ولكن كثيرا منهم من اليهود فاسقون ، يعني عاصين.

التالي السابق


الخدمات العلمية