فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ، يعني بالقرآن مصدقين، وذلك أن كفار
مكة حين سمعوا أن الله حرم الميتة، قالوا للمسلمين: أتزعمون أنكم تتبعون مرضاة ربكم؟ ألا تحدثونا عما قتلتم أنتم بأيديكم أهو أفضل؟ أو ما قتل الله؟ فقال المسلمون: بل الله أفضل صنعا، فقالوا لهم: فما لكم تأكلون مما ذبحتم بأيديكم، وما ذبح الله فلا تأكلونه، وهو عندكم ميتة؟ فأنزل الله:
وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم ، يعني وقد بين لكم ما حرم عليكم، يعني الميتة، والدم، ولحم الخنزير، ثم استثنى، فقال:
إلا ما اضطررتم إليه مما نهيتم عن أكله،
وإن كثيرا من الناس، يعني سادة
قريش، ليضلون أهل مكة بأهوائهم بغير علم يعلمونه في أمر الذبائح،
إن ربك هو أعلم بالمعتدين .
وذروا ظاهر الإثم ، يعني واتركوا ظاهر الإثم،
وباطنه ، يعني الزنا في
[ ص: 368 ] السر والعلانية، وذلك أن
قريشا كانوا ينكرون الزنا في العلانية، ولا يرون به بأسا سرا،
إن الذين يكسبون الإثم ، يعني الشرك،
سيجزون في الآخرة
بما كانوا يقترفون ، يعني يكسبون.
وأنزل الله في قولهم: ما قتل الله فلا تأكلوه:
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ، يعني إن أكل الميتة لمعصية،
وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم من المشركين،
ليجادلوكم في أمر الذبائح،
وإن أطعتموهم باستحلالكم الميتة،
إنكم لمشركون مثلهم، وفيهم نزلت:
لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر ، يعني أمر الذبائح.