صفحة جزء
وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين

[ ص: 398 ] "و" أرسلنا وإلى عاد أخاهم هودا ، ليس بأخيهم في الدين، ولكن أخوهم في النسب، قال يا قوم اعبدوا الله ، يعني وحدوا الله، ما لكم من إله غيره ، يقول: ما لكم رب غيره، أفلا تتقون ، يعني الشرك، أفلا توحدون ربكم.

قال الملأ الذين كفروا من قومه ، وهم الكبراء لهود والقادة: إنا لنراك في سفاهة ، يعني في حمق، وإنا لنظنك ، يعني لنحسبك، من الكاذبين فيما تقول في نزول العذاب بنا.

قال يا قوم ليس بي سفاهة ، يعني حمق، ولكني رسول من رب العالمين إليكم.

أبلغكم رسالات ربي في نزول العذاب بكم في الدنيا، وأنا لكم ناصح فيما أحذركم من عذابه، أمين فيما بيني وبينكم.

فقال الكبراء للضعفاء: ما هذا إلا بشر مثلكم، أفتتبعونه؟ فرد عليهم هود: أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم ، يعني بيان من ربكم، على رجل منكم ، يعني نفسه، لينذركم العذاب في الدنيا، واذكروا إذ جعلكم خلفاء في الأرض، من بعد هلاك نوح وزادكم في الخلق بسطة على غيركم، كان طول كل رجل منهم اثني عشر ذراعا ونصفا، فاذكروا آلاء الله ، يعني نعم الله فوحدوه، لعلكم ، يعني لكي تفلحون ولا تعبدوا غيره.

قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر عبادة ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا من العذاب، إن كنت من الصادقين إن العذاب نازل بنا.

قال هود: قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ، يعني إثم وعذاب، أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم إنها آلهة، ما نزل الله بها من سلطان ، [ ص: 399 ] يعني من كتاب لكم فيه حجة بأن معه شريكا، فانتظروا العذاب إني معكم من المنتظرين بكم العذاب.

فأنجيناه ، يعني هودا، والذين معه من المؤمنين برحمة منا ، يعني بنعمة منا من العذاب، وقطعنا دابر ، يعني أصل القوم الذين كذبوا بآياتنا ، يعني بنزول العذاب، وما كانوا مؤمنين ، يعني مصدقين بالعذاب أنه نازل بهم، وهي الريح.

التالي السابق


الخدمات العلمية