صفحة جزء
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

[ ص: 412 ] ثم قال: وأورثنا الأرض القوم الذين كانوا يستضعفون ، يعني بني إسرائيل، يعني بالاستضعاف قتل الأبناء، واستحياء النساء بأرض مصر، وورثهم مشارق الأرض المقدسة، ومغاربها ، وهي الأردن وفلسطين، التي باركنا فيها ، يعني بالبركة الماء، والثمار الكثيرة، وتمت كلمت ربك الحسنى ، وهي النعمة، على بني إسرائيل بما صبروا ، حين كلفوا بأرض مصر ما لا يطيقون من استعبادهم إياهم، يعني بالكلمة التي في القصص من قوله: ونريد أن نمن إلى آيتين، وأهلك الله عدوهم، ومكن لهم في الأرض، فهي الكلمة، وهي النعمة التي تمت على بني إسرائيل.

ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ، يعني وأهلكنا عمل فرعون وقومه القبط في مصر، "و" أهلكنا وما كانوا يعرشون ، يعني يبنون من البيوت والمنازل.

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ، يعني النيل، نهر مصر، فأتوا على قوم يعكفون ، يعني فمروا على العمالقة يقيمون على أصنام لهم يعبدونها، فقالت بنو إسرائيل: قالوا يا موسى اجعل لنا إلها نعبده، كما لهم آلهة يعبدونها، قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ، يعني مدمر، ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون .

قال لهم موسى: أغير الله أبغيكم إلها ، يعني ربا، وهو فضلكم على العالمين ، يعني عالمي أهل مصر حين أنجاكم وأهلكهم.

[ ص: 413 ] وإذ أنجيناكم من آل فرعون ، يعني بني إسرائيل، يسومونكم سوء العذاب ، يعني يعذبونكم أشد العذاب، يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم يعني قتل الأبناء وترك البنات، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ، يعني بالعظم شدة ما نزل بهم من البلاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية