إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون إن شر الدواب عند الله الذين كفروا ، يعني بتوحيد الله،
فهم ، يعني بأنهم
لا يؤمنون ، وهم يهود
قريظة، فمنهم
حيي بن أخطب اليهودي وإخوته،
ومالك بن الضيف.
ثم أخبر عنهم، فقال:
الذين عاهدت منهم يا
محمد، ثم ينقضون عهدهم في كل مرة ، وذلك أن اليهود نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وأعانوا مشركي
مكة بالسلاح على قتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم يقولون: نسينا وأخطأنا، ثم يعاهدهم الثانية، فينقضون العهد، فذلك قوله:
ثم ينقضون عهدهم في كل مرة ، يعني في كل عام مرة،
وهم لا يتقون نقض العهد.
فإما تثقفنهم في الحرب ، يقول: فإن أدركتهم في الحرب، يعني القتال، فأسرتهم،
فشرد بهم من خلفهم ، يقول: نكل بهم لمن بعدهم من العدو وأهل عهدك،
لعلهم يذكرون ، يقول: لكي يذكروا النكال، فلا ينقضون العهد.
ثم قال:
وإما تخافن ، يقول: وإن تخافن
من قوم خيانة ، يعني بالخيانة
[ ص: 25 ] نقض العهد،
فانبذ إليهم على سواء ، يقول: على أمر بين، فارم إليهم بعهدهم،
إن الله لا يحب الخائنين ، يعني اليهود.
ولا يحسبن الذين كفروا بتوحيد الله، يعني كفار العرب،
سبقوا سابقي الله بأعمالهم الخبيثة،
إنهم لا يعجزون ، يقول: إنهم لن يفوقوا الله بأعمالهم الخبيثة حتى يعاقبهم الله بما يقولون.