ونجنا برحمتك من القوم الكافرين . حدثنا عبيد الله قال: سمعت أبي، عن الهذيل في قوله: ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ، قال: سمعت أبا صالح يقول: ربنا لا تظفرهم بنا، فيظنوا أنهم على حق وأنا على باطل. قال: سمعت مرة أخرى يقول: لا تختبرنا ببلاء، فيشمت بنا أعداؤنا من ذلك وعافنا منه. قال: وسمعته مرة أخرى يقول: لا تبسط لهم في الرزق وتفتنا بالفقر، فنحتاج إليهم، فيكون ذلك فتنة لنا ولهم.
فاليوم ننجيك ببدنك ، وذلك أنه لما غرق القوم، قالت بنو إسرائيل: إنهم لم يعرفوا ، فأوحى الله إلى البحر فطفا بهم على وجهه، فنظروا إلى فرعون على الماء، فمنذ يومئذ إلى يوم القيامة تطفو الغرقى على الماء، فذلك قوله: لتكون لمن خلفك آية ، يعني لمن بعدك إلى يوم القيامة آية، يعني علما، وإن كثيرا من الناس عن آياتنا ، يعني عجائبنا وسلطاننا لغافلون ، يعني لاهون.