ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ولئن أخرنا عنهم العذاب ، يعني كفار
مكة، إلى أمة معدودة ، يعني إلى سنين معلومة، نظيرها في
يوسف: وادكر بعد أمة ، يعني بعد سنين، يعني القتل
ببدر، ليقولن يا
محمد ما يحبسه عنا، يعنون العذاب تكذيبا، يقول الله:
ألا يوم يأتيهم العذاب
ليس مصروفا عنهم ، يقول: ليس أحد يصرف العذاب عنهم،
وحاق ، يعني ودار
بهم ما كانوا به ، يعني بالعذاب
يستهزئون بأنه ليس بنازل بهم.
ولئن أذقنا الإنسان ، يعني آتينا الإنسان،
منا رحمة يعني نعمة، يقول: أعطينا الإنسان خيرا وعافية،
ثم نزعناها منه إنه ليئوس عند الشدة من الخير،
كفور لله في نعمة الرخاء.
ولئن أذقناه نعماء ، يقول: ولئن آتيناه خيرا وعافية،
بعد ضراء مسته ، يقول: بعد شدة وبلاء أصابه، يعني الكافر،
ليقولن ذهب السيئات عني الضراء الذي كان نزل به،
إنه لفرح ، يعني لبطر في حال الرخاء والعافية، ثم قال:
فخور في نعم الله عز وجل، إذ لا يأخذها بالشكر.
ثم استثنى، فقال:
إلا الذين صبروا على الضر،
وعملوا الصالحات ليسوا كذلك،
أولئك لهم مغفرة لذنوبهم،
وأجر كبير ، يعني وأجر عظيم في الجنة.