صفحة جزء
وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية، فقال سبحانه: وما أهلكنا من قرية ، يقول: وما عذبنا من قرية، إلا ولها بهلاكها كتاب معلوم ، يعني موقوت في اللوح المحفوظ إلى أجل، وكذلك كفار مكة عذابهم إلى أجل معلوم، يعني القتل ببدر.

ما تسبق من أمة عذبت أجلها وما يستأخرون يقول: ما يتقدمون من أجلهم، ولا يتأخرون عنه.

وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ، يعني القرآن، إنك لمجنون ، [ ص: 199 ] يعني النبي صلى الله عليه وسلم، نزلت في عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومي ، والنضر بن الحارث، هو ابن علقمة ، من بني عبد الدار بن قصي، ونوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ، كلهم من قريش، والوليد بن المغيرة ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لمجنون.

وقالوا له: لو ما تأتينا ، يعني أفلا تجيئنا بالملائكة ، فتخبرنا بأنك نبي مرسل، إن كنت من الصادقين بأنك نبي مرسل، ولو نزلت الملائكة لنزلت إليهم بالعذاب.

ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ، يقول: لو نزلت الملائكة بالعذاب، إذا لم يناظروا حتى يعذبوا، يعني كفار مكة.

يقول الله عز وجل: إنا نحن نزلنا الذكر ، يعني القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم، وإنا له لحافظون لأن الشياطين لا يصلون إليه؛ لقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لمجنون يعلمك الري.

التالي السابق


الخدمات العلمية