ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين
ثم رجع إلى الخراصين في التقديم، فقال سبحانه:
ثم يوم القيامة يخزيهم ، يعني يعذبهم، كقوله سبحانه:
يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ، يعني لا يعذب الله النبي والمؤمنين،
ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ، يعني تحاجون فيهم،
قال الذين أوتوا العلم ، وهم الحفظة من الملائكة:
إن الخزي اليوم ، يعني الهوان،
والسوء ، يعني العذاب،
على الكافرين . ثم نعتهم، فقال:
الذين تتوفاهم الملائكة ، يعني ملك الموت وأعوانه،
ظالمي أنفسهم ، وهم ستة، وثلاثة يلون أرواح المؤمنين، وثلاثة يلون أرواح الكافرين،
فألقوا السلم ، يعني الخضوع والاستسلام، ثم قالوا:
ما كنا نعمل من سوء ، يعني من شرك؛ لقولهم في الأنعام:
والله ربنا ما كنا مشركين ، فكذبهم الله عز وجل، فردت عليهم خزنة جهنم من الملائكة، فقالوا:
بلى قد عملتم السوء،
[ ص: 220 ] إن الله عليم بما كنتم تعملون ، يعني بما كنتم مشركين.
قالت الخزنة لهم:
فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها من الموت،
فلبئس مثوى ، يعني مأوى،
المتكبرين عن التوحيد، فأخبر الله عنهم في الدنيا، وأخبر بمصيرهم في الآخرة.