والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم
ثم قال سبحانه:
والذين هاجروا قومهم إلى
المدينة، واعتزلوا بدينهم من المشركين،
في الله ، وفروا إلى الله عز وجل،
من بعد ما ظلموا ، يعني من بعد ما عذبوا على الإيمان بـ
مكة، نزلت في خمسة نفر:
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر مولى
أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي ،
وبلال بن أبي رباح المؤذن ،
nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب بن سنان مولى
عبد الله بن جدعان بن النمر بن قاسط ،
وخباب بن الأرت، وهو عبد الله بن سعد بن خزيمة بن كعب مولى لأم أنما امرأة الأخنس بن شريق. لنبوئنهم ، يعني لنعطينهم
في الدنيا حسنة ، يعني بالحسنة الرزق الواسع،
ولأجر ، يعني جزاء
الآخرة ، يعني الجنة،
أكبر ، يعني أعظم مما أعطوه في الدنيا من الرزق،
لو كانوا ، يعني أن لو كانوا
يعلمون . ثم نعتهم، فقال سبحانه:
الذين صبروا على العذاب في الدنيا،
وعلى ربهم يتوكلون ، يعني وبه يثقون.
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ، نزلت في
أبي جهل بن هشام ،
والوليد بن المغيرة ،
وعقبة بن أبي معيط ، وذلك أنهم قالوا في سبحان:
أبعث الله بشرا رسولا يأكل ويشرب، وترك الملائكة، فأنزل الله عز وجل:
وما أرسلنا من قبلك يا
محمد صلى الله عليه وسلم،
إلا رجالا نوحي إليهم ، ثم قال:
فاسألوا أهل الذكر ، يعني التوراة،
إن كنتم لا تعلمون بأن الرسل كانوا من البشر، فسيخبرونكم أن الله عز وجل لم يبعث رسولا إلا من الإنس.
يعني
بالبينات بالآيات،
والزبر ، يعني حديث الكتب،
وأنزلنا إليك الذكر ، يعني القرآن،
لتبين للناس ما نزل إليهم من ربهم،
ولعلهم ، يعني
[ ص: 224 ] لكي
يتفكرون فيؤمنوا.
ثم خوف كفار
مكة، فقال سبحانه:
أفأمن الذين مكروا السيئات ، يعني الذين قالوا الشرك،
أن يخسف الله بهم الأرض ، يعني جانبا منها،
أو يأتيهم غير الخسف،
العذاب من حيث لا يشعرون ، يعني لا يعلمون أنه يأتيهم منه.
أو يأخذهم العذاب،
في تقلبهم في الليل والنهار،
فما هم بمعجزين ، يعني سابقي الله عز وجل بأعمالهم الخبيثة، حتى يجزيهم بها.
أو يأخذهم على تخوف ، يقول: يأخذ أهل هذه القرية بالعذاب ويترك الأخرى قريبا منها لكي يخافوا فيعتبروا، يخوفهم بمثل ذلك،
فإن ربكم لرءوف ، يعني يرق لهم،
رحيم بهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة.