صفحة جزء
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين

ثم إن الله عز وجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع إلى سبيل ربك ، يعني دين ربك، وهو الإسلام، بالحكمة ، يعني بالقرآن، والموعظة الحسنة ، يعني بما فيه من الأمر والنهي، وجادلهم ، يعني أهل الكتاب، بالتي هي أحسن ، بما في القرآن من الأمر والنهي، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، يعني دينه الإسلام، وهو أعلم بالمهتدين ، يعني بمن قدر الله له الهدى من غيره.

وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، وذلك أن كفار مكة قتلوا يوم أحد طائفة من المؤمنين، ومثلوا بهم، منهم حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقروا بطنه، وقطعوا مذاكيره وأدخلوها في فيه، وحنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، فحلف المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم: لئن دالنا الله عز وجل منهم، لنمثلن بهم أحياء، فأنزل الله عز وجل: فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، يقول: مثلوا هم بموتاكم، لا تمثلوا بالأحياء منهم، ولئن صبرتم عن المثلة، لهو خير للصابرين من المثلة، نزلت في الأنصار.

التالي السابق


الخدمات العلمية