[ ص: 278 ] سورة الكهف
مكية كلها
وفيها من المدني قوله تعالى من أولها، إلى قوله:
أحسن عملا عددها مائة وعشر آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا الحمد لله ، وذلك أن اليهود قالوا: يزعم
محمد أنه لا ينزل عليه الكتاب مختلفا، فإن كان صادقا بأنه من الله عز وجل، فلما يأت به مختلفا، فإن التوراة نزلت كل فصل على ناحية، فأنزل الله في قولهم:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، يعني القرآن،
ولم يجعل له عوجا ، يعني مختلفا.
أنزله
قيما مستقيما،
لينذر محمد صلى الله عليه وسلم بما في القرآن،
بأسا ، يعني عذابا،
شديدا من لدنه ، يعني من عنده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود: " أدعوكم إلى الله عز وجل، وأنذركم بأسه، فإن تتوبوا يكفر عنكم سيئاتكم، ويؤتكم أجوركم مرتين "، فقال
كعب بن الأشرف ،
وكعب بن أسيد ،
وحيي بن أخطب ،
وفنحاص اليهودي ، ومن أهل
قينقاع: أليس
عزير ولد الله، فأدعوه ولدا لله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أعوذ بالله أن أدعو لله تبارك وتعالى ولدا، ولكن
عزير عبد الله داخر "، يعني صاغرا، قالوا: فإنا نجده في كتابنا وحدثتنا به آباؤنا، فاعتزلهم النبي صلى الله عليه وسلم حزينا، فقال
أبو بكر ،
وعمر ،
وعثمان بن مظعون ،
nindex.php?page=showalam&ids=138وزيد بن حارثة ، رضي الله عنهم، للنبي صلى الله عليه وسلم: لا يحزنك قولهم وكفرهم، إن الله معنا، فأنزل الله عز وجل:
ويبشر المؤمنين بثواب ما في القرآن، يعني هؤلاء النفر،
[ ص: 279 ] الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ، يعني جزاء كريما، يعني الجنة.
ماكثين فيه ، يعني الجزاء في الجنة، يقول: مقيمين فيها،
أبدا . ثم ذكر اليهود، فقال:
وينذر محمد صلى الله عليه وسلم
الذين قالوا اتخذ الله ولدا ، يعنون عزيرا.
يقول الله تبارك وتعالى:
ما لهم به من علم ولا لآبائهم ، لقولهم: نجده في كتابنا، وحدثتنا به آباؤنا، قال الله تعالى:
كبرت ، يعني عظمت،
كلمة تخرج من أفواههم إن ، يعني ما
يقولون إلا كذبا ؛ لقولهم:
عزير ابن الله عز وجل.