صفحة جزء
قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا

قال زكريا : رب اجعل لي آية ، يعني علما للحبل، فسأل الآية بعد [ ص: 308 ] مشافهة جبريل، قال جبريل، عليه السلام، آياتك إذا جامعتها على طهر فحبلت، فإنك تصبح تلك الليلة لا تستنكر من نفسك خرسا، ولا مرضا، ولكن لا تستطيع الكلام، ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا أنت فيهن سوي صحيح، فأخذ بلسانه عقوبة حين سأل الآية بعد مشافهة جبريل، عليهما السلام، ولم يحبس الله عز وجل لسانه عن ذكره ولا عن الصلاة.

فخرج زكريا على قومه ، بني إسرائيل، من المحراب ، يعني من المسجد، فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ، يقول: كتب كتابا بيده، وهو الوحي إليهم: أن صلوا بالغداة والعشي.

يا يحيى خذ الكتاب ، يعني التوراة، بقوة ، يعني بجد ومواظبة عليه، وآتيناه الحكم صبيا ، يعني وأعطينا يحيى العلم والفهم وهو ابن ثلاث سنين.

وحنانا من لدنا ، يقول: رحمة من عندنا، وزكاة ، يعني جعله صالحا وطهره من الذنوب، وكان تقيا ، يعني مسلما.

وبرا بوالديه ، يقول: وجعلناه مطيعا لوالديه، ولم يكن جبارا ، يعني متكبرا عن عبادة الله عز وجل، عصيا ، يعني ولا عاص لربه.

وسلام عليه ، يعني على يحيى ، عليه السلام، يوم ولد ، يعني حين ولد، مثل قوله سبحانه: في كتاب الله يوم خلق السماوات ، يعني حين خلق السماوات، قال عيسى صلى الله عليه وسلم: يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ، يعني حين أموت، وحين أبعث، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، يعني حين يبعث بعد الموت.

التالي السابق


الخدمات العلمية