صفحة جزء
وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما

وعنت الوجوه يعني استسلمت الوجوه للحي الذي لا يموت القيوم يعني القائم على كل شيء وقد خاب من حمل ظلما يقول: وقد خسر من حمل شركا يوم القيامة على ظهره.

ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن مصدق بتوحيد الله عز وجل فلا يخاف ظلما في الآخرة، يعني أن تظلم حسناته كلها حتى لا يجازى بحسناته كلها ولا هضما يعني ولا ينقص منها شيئا، مثل قوله عز وجل: فلا يخاف بخسا ولا رهقا . وكذلك يعني وهكذا أنزلناه قرآنا عربيا ليفقهوه وصرفنا يعني وصنفنا فيه يعني لونا فيه، يعني في القرآن من ألوان الوعيد للأمم الخالية في الدنيا من الحصب، والخسف، والغرق، والصيحة، فهذا الوعيد لهم لعلهم يعني لكي يتقون يعني لكي يخلصوا التوحيد بوعيدنا في القرآن أو يحدث لهم يعني الوعيد ذكرا عظة فيخافون فيؤمنون.

فتعالى الله يعني ارتفع الله الملك الحق لأن غيره، عز وجل، وما سواه من الآلهة باطل ولا تعجل بالقرآن وذلك أن جبريل، عليه السلام، كان إذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، بالوحي لم يفرغ جبريل، عليه السلام، من آخر الكلام، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم، بأوله، فقال الله عز وجل: ولا تعجل بقراءة القرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه يقول: من قبل أن يتمه لك جبريل، عليه السلام، وقل رب زدني علما يعني قرآنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية