ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين [ ص: 365 ] ولوطا آتيناه يعني أعطيناه
حكما يعني الفهم والعقل
وعلما ونجيناه من القرية يعني
سدوم التي كانت تعمل الخبائث يعني السيئ من العمل إتيان الرجال في أدبارهم، فأنجى الله
لوطا وأهله، وعذب القرية بالخسف والحصب
إنهم كانوا قوم سوء فاسقين .
وأدخلناه في رحمتنا يعني نعمتنا، وهي النبوة، كقوله عز وجل:
إن هو إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة
إنه من الصالحين .
ونوحا إذ نادى من قبل إبراهيم، ولوطا، وإسحاق، وكان نداؤه حين قال:
أني مغلوب فانتصر فاستجبنا له دعاءه
فنجيناه وأهله من الكرب العظيم يعني الهول الشديد يعني الغرق.
ونصرناه من القوم في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب " ونصرناه على القوم "
الذين كذبوا بآياتنا يعني كذبوا بنزول العذاب عليهم في الدنيا، وكان نصره هلاك قومه
إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين لم ننج منهم أحدا.
وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث يعني الكرم
إذ نفشت فيه غنم القوم يعني النفش بالليل والسرح بالنهار
وكنا لحكمهم شاهدين يعني
داود وسليمان ، صلى الله عليهما، وصاحب الغنم، وصاحب الكرم، وذلك أن راعيا جمع غنمه بالليل إلى جانب كرم رجل، فدخلت الغنم الكرم فأكلته، وصاحبها لا يشعر بها، فلما أصبحوا أتوا
داود النبي، عليه السلام، فقصوا عليه أمرهم، فنظر
داود ثمن الحرث، فإذا هو قريب من ثمن الغنم، فقضى بالغنم لصاحب الحرث، فمروا
بسليمان ، فقال: كيف قضى لكم نبي الله ؟ فأخبراه، فقال
سليمان : نعم ما قضى نبي الله، وغيره أرفق للفريقين، فدخل رب الغنم على
داود ، فأخبره بقول
سليمان فأرسل
داود إلى
سليمان فأتاه، فعزم عليه بحقه، بحق النبوة، لما أخبرتني، فقال: عدل الملك وغيره أرفق، فقال
داود : وما هو ؟ قال
سليمان : تدفع الغنم إلى صاحب الحرث، فله أولادها وأصوافها وألبانها وسمنها، وعلى رب الغنم أن يزرع لصاحب الحرث مثل حرثه، فإذا بلغ وكان مثله يوم أفسده، دفع إليه حرثه، وقبض غنمه، قال:
داود نعم ما قضيت، فأجار قضاءه، وكان هذا
ببيت المقدس .
يقول الله عز وجل:
ففهمناها سليمان يعني القضية ليس يعني به الحكم، ولو كان
[ ص: 366 ] الحكم لقال ففهمناه
وكلا يعني
داود وسليمان آتينا يعني أعطينا
حكما وعلما يعني الفهم والعلم، فصوب قضاء
سليمان ، ولم يعنف
داود وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن يعني يذكرن الله، عز وجل، كلما ذكر
داود ربه، عز وجل، ذكرت الجبال ربها معه "و" وسخرنا له
والطير وكنا فاعلين ذلك
بداود .
وعلمناه صنعة لبوس لكم يعني الدروع من حديد، وكان
داود أول من اتخذها
لتحصنكم من بأسكم يعني من حربكم من القتل والجراحات
فهل أنتم شاكرون لربكم في نعمه فتوحدونه استفهام. قال
الفراء: يعني فهل أنتم شاكرون ؟ معنى الأمر أي اشكروا، ومثله
فهل أنتم منتهون أي انتهوا.
وسخرنا
ولسليمان الريح عاصفة يعني شديدة
تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها يعني الأرض المقدسة، يعني بالبركة: الماء والشجر
وكنا بكل شيء مما أعطيناهما
عالمين .
ومن الشياطين من يغوصون له لسليمان في البحر، فيخرجون له اللؤلؤ، وهو أول من استخرج اللؤلؤ من البحر
ويعملون له
عملا دون ذلك يعني غير الغياصة من تماثيل ومحاريب وجفان كالجواب وقدور راسيات،
وكنا لهم يعني الشياطين
حافظين على
سليمان لئلا يتفرقوا عنه.