سورة المؤمنون

سورة المؤمنين مكية كلها، وهي مائة وثماني عشرة آية كوفية

بسم الله الرحمن الرحيم

قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون

قد أفلح المؤمنون يعني سعد المؤمنون، يعني المصدقين بتوحيد الله عز وجل.

ثم نعتهم، فقال سبحانه: الذين هم في صلاتهم خاشعون يقول: متواضعون يعني إذا صلى لم يعرف من عن يمينه، ومن عن شماله والذين هم عن اللغو معرضون يعني اللغو: الشتم والأذى إذا سمعوه من كفار مكة لإسلامهم، وفيهم نزلت مروا باللغو مروا كراما يعني معرضين عنه.

والذين هم للزكاة فاعلون يعني زكاة أموالهم والذين هم لفروجهم حافظون عن الفواحش.

ثم استثنى، فقال سبحانه: إلا على أزواجهم يعني حلائلهم أو ما ملكت أيمانهم من الولائد فإنهم غير ملومين يعني لا يلامون على الحلال.

فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون يقول: فمن ابتغى الفواحش بعد الحلال، فهو معتد، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون يقول: يحافظون على أداء الأمانة، ووفاء العهد، والذين هم على صلواتهم يحافظون على المواقيت.

ثم أخبر بثوابهم، فقال: أولئك هم الوارثون ثم بين ما يرثون، فقال: [ ص: 393 ] الذين يرثون الفردوس يعني البستان عليه الحيطان، بالرومية هم فيها خالدون يعني في الجنة لا يموتون.