صفحة جزء
ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين

ثم أنشأنا يعني قوم هود، عليه السلام، من بعدهم يعني من بعد قوم نوح قرنا آخرين وهم قوم هود، عليه السلام، فأرسلنا فيهم رسولا منهم يعني من أنفسهم أن اعبدوا الله يعني أن وحدوا الله ما لكم من إله غيره يقول: ليس لكم رب غيره أفلا تتقون يعني أفهلا تعبدون الله، عز وجل.

وقال الملأ يعني الأشراف من قومه الذين كفروا بتوحيد الله، عز وجل، وكذبوا بلقاء الآخرة يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال وأترفناهم يعني وأغنيناهم في الحياة الدنيا ما هذا يعنون هودا، عليه السلام، إلا بشر مثلكم ليس له عليكم فضل يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون يعني لعجزة، مثلها في يوسف عليه السلام.

أيعدكم هود أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون من الأرض أحياء بعد الموت هيهات هيهات لما توعدون يقول: هذا حديث قد درس، فلا يذكر إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا يعني نموت نحن ويحيا آخرون من أصلابنا، فنحن كذلك أبدا وما نحن بمبعوثين بعد الموت، مثلها في الجاثية.

التالي السابق


الخدمات العلمية