صفحة جزء
قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين

قل عز وجل للكفار: كم لبثتم في الأرض في الدنيا، يعني في القبور عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم استقلوا ذلك يرون أنهم لم [ ص: 406 ] يلبثوا في قبورهم إلا يوما أو بعض يوم، ثم قال الكفار لله تعالى أو لغيره: فاسأل العادين يقول: فسل الحساب، يعني ملك الموت وأعوانه.

قال إن لبثتم في القبور إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون إذا لعلمتم أنكم لم تلبثوا إلا قليلا، ولكنكم لا تعلمون كم لبثتم في القبور يقول الله، عز وجل: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا يعني لعبا وباطلا لغير شيء، أن لا تعذبوا إذا كفرتم "و" حسبتم وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة فتعالى الله يعني ارتفع الله، عز وجل، الملك الحق أن يكون خلق شيئا عبثا ما خلق شيئا إلا لشيء يكون، لقولهم أن معه إلها، ثم وحد الرب نفسه تبارك وتعالى، فقال: لا إله إلا هو رب العرش الكريم . ومن يدع مع الله يعني ومن يصف مع الله إلها آخر لا برهان له به يعني لا حجة له بالكفر، ولا عذر يوم القيامة، نزلت في الحارث بن قيس السهمي أحد المستهزئين فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون يقول: جزاء الكافرين، أنه لا يفلح يعني لا يسعد في الآخرة عند ربه، عز وجل، وقل رب اغفر الذنوب وارحم وأنت خير الراحمين من غيرك يقول: من كان يرحم أحدا، فإن الله عز وجل بعباده أرحم، وهو خير، يعني أفضل رحمة من أولئك الذين لا يرحمون.

[ ص: 407 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية