صفحة جزء
ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون

ليس على الأعمى حرج نزلت في الأنصار، وذلك أنه لما نزلت: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ، يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، قالت الأنصار: ما بالمدينة مال أعز من الطعام، فكانوا لا يأكلون مع الأعمى، لأنه لا يبصر موضع الطعام، ولا مع الأعرج، لأنه لا يطيق الزحام، ولا مع المريض، لأنه لا يطيق أن يأكل كما يأكل الصحيح، وكان الرجل يدعو حميمه، وذا قرابته، وصديقه إلى طعامه، فيقول: أطعم من هو أفقر إليه مني، فإني أكره أن آكل أموال الناس بالباطل، والطعام أفضل المال، فأنزل الله عز وجل: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج في الأكل معهم ولا على أنفسكم لأنهم يأكلون على حدة أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه يعني خزائنه، يعني عبيدكم وإماءكم أو صديقكم نزلت في مالك بن زيد ، وكان صديقه الحارث بن عمرو ، وذلك أن [ ص: 427 ] الحارث خرج غازيا وخلف مالكا في أهله وماله وولده، فلما رجع رأى مالكا مجهودا قال: ما أصابك ؟ قال: لم يكن عندي شيء، ولم يحل لي أكل مالك، ثم قال سبحانه: ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا وذلك أنهم كانوا يأكلون على حدة، ولا يأكلون جميعا، يرون أن أكله ذنب، يقول الله عز وجل: تأكلوا جميعا أو أشتاتا ، وكانت بنو ليث بن بكر لا يأكل الرجل منهم حتى يجد من يأكل معه، أو يدركه الجهد، فيأخذ عنزة له فيركزها ويلقي عليها ثوبا تحرجا أن يأكل وحده، فلما جاء الإسلام فعلوا ذلك، وكان المسلمون إذا سافروا اجتمع نفر منهم فجمعوا نفقاتهم وطعامهم في مكان، فإن غاب رجل منهم لم يأكلوا حتى يرجع صاحبهم مخافة الإثم.

فنزلت: ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا إن كنتم جماعة أو أشتاتا يعني متفرقين فإذا دخلتم بيوتا للمسلمين فسلموا على أنفسكم يعني بعضكم على بعض، يعني أهل دينكم يقول: السلام تحية من عند الله مباركة يعني من سلم أجر، فهي البركة طيبة حسنة كذلك يبين الله لكم الآيات يعني أمره في أمر الطعام والتسليم لعلكم تعقلون .

التالي السابق


الخدمات العلمية