إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه أي النبي صلى الله عليه وسلم
على أمر جامع يقول: إذا اجتمعوا على أمر هو لله عز وجل طاعة،
لم يذهبوا يعني لم يفارقوا النبي صلى الله عليه وسلم،
حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم يعني لبعض أمرهم
فأذن لمن شئت منهم يعني من المؤمنين، نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، رضوان الله عليه، في
غزاة تبوك، وذلك أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجعة أن يسمع المنافقين، إلى أهله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " انطلق فوالله
[ ص: 428 ] ما أنت بمنافق "، يريد أن يسمع المنافقين، فلما سمعوا ذلك، قالوا: ما بال
محمد إذا استأذنه أصحابه أذن لهم، فإذا استأذناه لم يأذن لنا، فواللات ما نراه يعدل، وإنما زعم أنه جاء ليعدل، ثم قال:
واستغفر لهم يعني للمؤمنين
الله إن الله غفور رحيم .
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يقول الله عز وجل:
لا تدعوا النبي صلى الله عليه وسلم باسمه يا
محمد ، ويا
ابن عبد الله، إذا كلمتموه كما يدعو بعضكم بعضا باسمه يا فلان، ويا ابن فلان، ولكن عظموه وشرفوه صلى الله عليه وسلم، وقولوا: يا رسول الله، يا نبي الله صلى الله عليه وسلم، نظيرها في الحجرات:
قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا وذلك أن المنافقين كان يثقل عليهم يوم الجمعة قول النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه إذا كانوا معه على أمر جامع، فيقوم المنافق وينسل ويلوذ بالرجال وبالسارية؛ لئلا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من المسجد، ويدعوه باسمه يا
محمد ، ويا
ابن عبد الله، فنزلت هؤلاء الآيات قوله سبحانه:
قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فخوفهم عقوبته، فقال سبحانه:
فليحذر الذين يخالفون عن أمره يعني عن أمر الله عز وجل
أن تصيبهم فتنة يعني الكفر
أو يصيبهم عذاب أليم يعني وجيعا، يعني القتل في الدنيا.
ثم عظم نفسه جل جلاله، فقال تعالى:
ألا إن لله ما في السماوات والأرض من الخلق عبيده وفي ملكه
قد يعلم ما أنتم عليه من الإيمان والنفاق
ويوم يرجعون إليه أي إلى الله في الآخرة
فينبئهم بما عملوا من خير أو شر
والله بكل شيء من أعمالكم
عليم به عز وجل.
[ ص: 429 ]