كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا إنما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم [ ص: 460 ] كذبت ثمود المرسلين يعني
صالحا وحده
إذ قال لهم أخوهم صالح في النسب، وليس بأخيهم في الدنيا،
ألا تتقون يعني ألا تخشون الله عز وجل
إني لكم رسول أمين فيما بينكم وبين الله عز وجل.
فاتقوا الله وأطيعون فيما آمركم به
وما أسألكم عليه يعني على الإيمان
من أجر يعني جعلا
إن أجري يعني جزائي
إلا على رب العالمين ، ثم قال
صالح عليه السلام:
أتتركون في ما هاهنا من الخير
آمنين من الموت.
ثم أخبر عن الخير، فقال سبحانه:
في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم يعني طلعها متراكب بعضها على بعض من الكثرة
وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين يعني حاذقين بنحتها
فاتقوا الله وأطيعون فيما آمركم به من النصحية،
ولا تطيعوا أمر المسرفين يعني
التسعة الذين عقروا الناقة، ثم نعتهم، فقال تعالى:
الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون يقول: الذين يعصون في الأرض، ولا يطيعون الله عز وجل، فيما أمرهم به،
قالوا إنما أنت من المسحرين . حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16568أبو محمد ، قال: حدثنا
الأثرم ، قال
أبو عبيدة ،
والفراء: المسحر: المخلوق، ويقال أيضا: الذي له سحر يجتمع فيه طعامه أسفل نحره، لأن نصف العنق نحر، ونصفه سحر.
ما أنت إلا بشر مثلنا يقول: إنما أنت بشر مثلنا في المنزلة، ولا تفضلنا في شيء لست بملك، ولا رسول،
فأت بآية إن كنت من الصادقين بأنك رسول الله إلينا، فقال لهم
صالح: إن الله عز وجل سيخرج لكم من هذه الصخرة ناقة وبراء عشراء، يعني حامل، قال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل: كانت الناقة من غير نسل، ثم انشقت عن الناقة.
و
قال لهم
صالح، عليه السلام:
هذه ناقة الله لكم آية بأني رسول الله
[ ص: 461 ] لها شرب ولكم شرب يوم معلوم وكان للناقة يوم، ولهم يوم، وإذا كان شرب يوم الناقة من الماء كانوا في لبن ما شاءوا، وليس لهم ماء، فإذا كان يومهم، لم يكن للناقة ماء، وكان لأهل القرية ولمواشيهم يوم، ولها يوم آخر، فذروها تأكل في أرض الله.
ولا تمسوها بسوء يعني ولا تعقروها.
فيأخذكم عذاب يوم عظيم في الدنيا
فعقروها يوم الأربعاء، فماتت
فأصبحوا نادمين على عقرها،
فأخذهم العذاب يوم السبت من صيحة
جبريل، عليه السلام، فماتوا أجمعين
إن في ذلك لآية يعني في هلاكهم بالصيحة لعبرة لمن بعدهم من هذه الأمة، يحذر كفار
مكة مثل عذابهم.
ثم قال سبحانه:
وما كان أكثرهم مؤمنين يعني لو كان أكثرهم مؤمنين ما عذبوا في الدنيا
وإن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه
الرحيم بالمؤمنين،
وعاد وثمود ابنا عم،
ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح ،
وهود بن شالح.