صفحة جزء
ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون

ولقد ضربنا يعني وصفنا وبينا ، للناس في هذا القرآن من كل مثل يعني من كل شبه نظيرها في الزمر ، ولئن جئتهم يا محمد بآية كما سأل كفار مكة ليقولن الذين كفروا للنبي صلى الله عليه وسلم إن أنتم إلا مبطلون لقالوا : ما أنت يا محمد إلا كذاب ، وما هذه الآية من الله عز وجل ، كما كذبوا في انشقاق القمر حين قالوا : هذا سحر.

كذلك يطبع الله يقول : هكذا يختم الله عز وجل بالكفر على قلوب الذين لا يعلمون توحيد الله عز وجل ، فلما أخبرهم الله عز وجل بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا كذبوه ، فأنزل الله تبارك وتعالى : فاصبر يا محمد على تكذيبهم إياك بالعذاب ، يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر ، فقال : فاصبر إن وعد الله حق يعني صدق ، بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : عجل لنا العذاب في الدنيا إن كنت صادقا ، هذا قول النضر بن الحارث القرشي من بني عبد الدار بن قصي ، فأنزل الله تعالى : ولا يستخفنك ولا يستفزنك في تعجيل العذاب بهم الذين لا يوقنون بنزول العذاب عليهم في الدنيا ، فعذبهم الله عز وجل ، ببدر حين قتلهم وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وعجل الله أرواحهم إلى النار ، فهم يعرضون عليها كل يوم طرفي النهار ما دامت الدنيا ، فقتل الله النضر بن الحارث ببدر ، وضرب عنقه علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه.

[ ص: 18 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية