فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب بل عجبت ويسخرون وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إلا سحر مبين
قال جل وعز :
فاستفتهم يقول سلهم
أهم أشد خلقا نزلت في
أبي الأشدين واسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي ، وإنما كني
أبا الأشدين لشدة بطشه ، وفي
ركانة بن عبد يزيد بن هشام بن عبد مناف ، يقول : سل هؤلاء أهم أشد خلقا بعد موتهم لأنهم كفروا بالبعث
أم من خلقنا يعني خلق السماوات والأرض ، وما بينهما والمشارق ، لأنهم يعلمون أن الله جل وعز خلق هذه الأشياء ، ثم أخبر عن خلق الإنسان ، فقال جل وعز :
إنا خلقناهم يعني
آدم من طين لازب يعني لازب بعضه في البعض فهذا أهون خلقا عند هذا المكذب بالبعث من خلق السماوات والأرض وما بينهما والمشارق ، ونزلت في
أبي الأشدين أيضا
أأنتم أشد خلقا بعثا بعد الموت
أم السماء بناها .
ثم قال :
بل عجبت يا
محمد من القرآن حين أوحي إليك نظيرها في الرعد :
وإن تعجب من القرآن
فعجب قولهم ، فاعجب من قولهم
[ ص: 96 ] بتكذيبهم بالبعث ، ثم قال جل وعز :
ويسخرون يعني كفار
مكة سخروا من النبي صلى الله عليه وسلم حين سمعوا منه القرآن.
ثم قال
وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون
وإذا رأوا آية يعني انشقاق القمر
بمكة فصار نصفين
يستسخرون سخروا ، فقالوا : هذا عمل السحرة.
فذلك قوله عز وجل :
وقالوا إن هذا إلا سحر مبين نظيرها اقتربت الساعة :
ويقولوا سحر مستمر .